تعتبر هذه الحالة من أكثر الأسباب شيوعا لآلام أسفل الظهر وآلام الرقبة. وتعتبر هذه الحالة في حقيقتها ليست مرضًا بالمعنى الحرفي، ولكنه بفي الواقع جزء من التدهور والتآكل الطبيعي الذي يحدث بمرور الوقت في جميع البشر وجميع انحاء الجسم بما فيها الغضاريف ما بين الفقرات. ومع كونه تطور يعتبر طبيعي، فإنه يتم بصورة اسرع وبدرجة أكبر كثيرا في بعض الأفراد ويرتبط بأعراض الألم و هو متغير تمامًا في طبيعته وشدته من شخص لآخر.

توضح نظريات تآكل والتدهور الذي يصبب الجسم كله ومنه الغضاريف ما بين الفقرات كيف تحدث هذه الحالة المرضية كتطور اسرع وأشد من العادي لحالة طبيعية. يحدث خلل في محتويات القرص الفقاري ويفقد جزءًا كبيرًا من محتواه المائي مما يؤدي إلى حدوث تشققات بالقرص وتصلبه و تفتيته. ويعتبر الاستعداد الوراثي السبب الرئيسي لهذه الحالة المؤلمة، هذا بالإضافة إلى عوامل الخطر الأخرى مثل أسلوب الحياة غير الصحي ، تعاطي المخدرات، زيادة الوزن، الحركات المتكررة المضنية، تعاطي المخدرات وحتى الكافيين والنيكوتين بإفراط. وعادةً ما يزداد أكثر الألم الناتج عن التآكل والذي قد يصل إلى ما يشبه إنهيار وتهدم الغضروف بسبب عدم ثبات الفقرات والإلتهاب الموضعي الناتج عن هذه الحالة.

تكون الأعراض في معظم المرضى عبارة عن ألم دائم وعميق ويمكن ان يصعب وصفه ومتغير في حدته فقد يشتد أحيانا ويمكن أن يصل إلى مرحلة الالم الشديد قبل أن يعود للتحسن نسبيا. وعادةً ما يكون الألم مرتبطًا بالنشاط ويزيد في بعض الأحيان نتيجة مجهود زائد مثلا و لكنه يعود ليتراجع. وبعض الأوضاع والأنشطة عادة ما تجعل الألم أسوأ وهي تختلف من حالة لأخرى. و تتفاعل الانسجة المحيطة بالقرص المؤلم ويجدث بها هيا أيضا بعض التغيرات كالإلتهابات الموضعية و إنقباض عضلات الظهر المجاورة أو حتى حدوث تشنجات عضلية. وقد يشعر المريض أو يسيء تفسير هذا التشنج ليكون مثل انتفاخ أو تورم في ظهره أو رقبته أو صدرة من الخلف. والأنشطة التي تنطوي على الإنحناء واللف خاصة المتكررعادة ما تجعل ألم المريض أسوأ.

السيطرة وحتى علاج الألم المصاح للحالة بالأدوية والعلاج الطبيعي و بعض النصائح والإرشادات مفيد في الحالات المبكرة. ويمكن للكثير من الناس الإستفادة من تعديلات نمط الحياة وإتباع أسلوب حياة أكثر صحة.

عندما يكون الألم مستديم ومستعصي على العلاج بالوسائل التحفظية والطبيعية يكون هناك ضرورة للتدخل بوسائل أخرى لتخفيف الألم. وفي هذه الحالة عادة ما يتم تقديم الحلول الجراحية التقليدية والمتعارف عليها مثل عملية جراحية مفتوحة لتثبيت الظهر بواسطة شرائح معدنية و مسامير وهذا لإحداث انصهار بين الفقرتين مما يلغي تماما الحركة بين الفقرات بغرض تخفيف الألم الذي يزيد عند الحركة. وبالإضافة لكونه عملية كبيرة وتستلزم تركيب شرائح ومسامير ودعامات أحيانا، فأنها ايضا على المدى الأطول تؤثر على مرونة العمود الفقري الطبيعية وعادة ما تخلف آلام مستدامة في المنطقة يصعب علاجها، ذلك بالإضافة لآثار سلبية أخرى مرتبطة بالفتح الجراحي الكبير والتندب والإلتصاقات والآلام التي تطول مفصل الحوض عندما تفقد مرونة العمود الفقري.

في اندوسباين كلينيك، نحن نستخدم عددًا من الإجراءات الأقل تدخلا التي تتراوح من الحقن الموضعي إلى عمليات المنظار ذات التدخل البسيط، والعلاج بالتردد الحراري لمعالجة هذه الحالة وتكون خطة العلاج مصممة وفقًا لكل حالة.