أورام العمود الفقري
نظرة عامة
يمكن للورم في العمود الفقري أن يسبب الضغط على الأعصاب على غرار العديد من الحالات المرضية الأخرى في العمود الفقري. أورام العمود الفقري هي عبارة عن نمو غير طبيعي يتطور ويكبر داخل حدود العمود الفقري، وعادة ما يسبب الألم والأعراض الأخرى. يمكن أن تكون أورام العمود الفقري أساسية أو غير أساسية (تظهر كتمدد أو ثانويات لسرطان آخر مثل الرئة أو الثدي أو القولون أو الكلى). ويمكن أن تكون حميدة أو خبيثة. أورام العمود الفقري الحميدة تشمل الأورام السحائية ، الأورام الشظية وأورام العظام الفقرية. يمكن أيضًا تصنيف الأورام من خلال موقعها داخل العمود الفقري، هل النمو مثلا داخل النخاع الشوكي نفسه أو في إطار الأغشية السحائية التي تحيط به. وفي الأعم تكون أورم العمود الفقري ونخاعه الشوكي حميدة ولكن يمكن أن يكون من الصعب إزالتها جراحيا في حالات معينة.
العلاج
بوجه عام يختلف والتشخيص والعلاج لورم العمود الفقري إعتمادًا على كونه أساسيًا أو ثنويا أو حميدًا أو خبيثًا وعوامل أخرى. تشمل خيارات العلاج الجراحة المجهرية، والإشعاع ، والعلاج الكيماوي، أو مزيج من الثلاثة جميعها بحسب الظروف الفريدة المرتبطة بكل ورم على حدى. بالإضافة إلى ذلك، فإن السيطرة على الألم والحفاظ على الجهاز العصبي هي محور رئيسي في علاج أورام العمود الفقري. ولهذه الغاية، تتوفر خيارات علاجية متعددة تتراوح بين الجراحة لتصحيح التشوه في العمود الفقري أو لأإزالة الضغط الموجود على الأعصاب أو لتقوية العود الفقري بحسب كل حالة.
تلوث وإلتهابات العمود الفقري
نظرة عامة
عدوى العمود الفقري هي عدوى نادرة يمكن أن تشمل مساحة القرص الفقري ، أو عظام الفقرات ، أو القناة الشوكية ، أو الأنسجة الرخوة المجاورة. الظروف التي تضعف جهاز المناعة (داء السكري ، واستخدام الأدوية المثبطة للمناعة السرطان ، وسوء التغذية ، وتاريخ زرع الأعضاء ، وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن الوريدي) قد تؤهب المرضى لعدوى العمود الفقري. يشير الالتهاب إلى إصابة في القرص الفقري. يشير التهاب العظم والنقي إلى عدوى في عظام الفقري في العمود الفقري. قد يكون سبب العدوى البكتيريا أو الكائنات الحية الفطرية ، أو الفيروسات ، أو يمكن أن يحدث بعد إجراء عملية جراحية في العمود الفقري أو الجراحة.
عموما ، العدوى هي البكتيريا وتنتشر في العمود الفقري من خلال مجرى الدم. قد تنتشر البكتيريا عبر مجرى الدم إلى الأقراص الفقرية وتؤثر على هذه المنطقة مسببةً التهابًا. في بعض الحالات ، قد تدفع العدوى أو العظام المتداعية إلى المنطقة إلى الأعصاب أو الحبل الشوكي ، مما قد يتسبب في ظهور أعراض عصبية تشمل التنميل أو الضعف أو الوخز أو الألم أو ضعف الأمعاء أو المثانة.
العلاج
يشمل علاج معظم أنواع العدوى في العمود الفقري مجموعة من أدوية المضادات الحيوية عن طريق الوريد أو الفم، والإرشادات، والراحة. و لأن الأقراص الضروفية ما بين الفقرات لا تحصل على إمدادات دم جيدة، حتى فعندما تكون البكتيريا موجودة، فإن الخلايا المناعية في الجسم وكذلك الأدوية كالمضادات الحيوية تواجه صعوبة في الوصول إلى موقع الإصابة. وقد يتطلب العلاج بالمضادات الحيوية حقن بالوريد لمدة تتراوح من ستة إلى ثمانية أسابيع. وقد يوصى بقلة الحركة مع إرتداء حزام للظهر لتحسين ثبات العمود الفقري أثناء شفاء العدوى.
أما العلاج الجراحي فهو ضروري إذا كان لا يمكن السيطرة على العدوى بالمضادات الحيوية أو مع وجود خطورة تتطور الوضع لخذل بالأطراف أو حتى الشلل أو إذا كانت هناك أعراض إنضغاط الحبل الشوكي أو جذور الأعصاب.
تستخدم الجراحة لعلاج العدوى وتحسين الألم، ومنع تفاقم المشكلة أو حدوث تشوه بالعمود الفقري، ولتخفيف أي ضغط على النخاع الشوكي الرئيسي والأعصاب المرتبطه به.
آلام الظهرغير المتعلقة مباشرة بالعمود الفقري
يمكن الشعور بالمشاكل الموجودة خارج العمود الفقري كألم في الظهر أو ما يعرف بإشعاع الألم إلى منطقة الظهر. وقد يتم إساءة تفسير مشاكل المفاصل الرئيسية كمشكلة في العمود الفقري. فقد تشتد مشاك الكتف المؤلمة والمزمنة إلى أن تتسبب في ألم بالرقبة وقد يتم الخلط بينهما كمشكلة في الرقبة. ومشاكل الحوض مثلا والإصابات الرياضية والركبة ومشاكل الكاحل تؤثر على أسفل الظهر بطريقة غير مباشرة ويمكن أن تتشابه عن قرب بمشكلة في اسفل الظهر أو حتى عرق النسا. يمكن أيضًا أن تؤثر أمراض أو خلل وظيفة الأمعاء والمثانة أو أمرض الرحم أو الجهاز التناسلي عند الإناث كألم محدثة ألم في أسفل/منتصف الظهر
ألم الظهر كجزء من ألم العظام العام
هناك العديد من الإاضطرابات المؤلمة التي تؤثر على العظام والمفاصل في الجسم بأكمله ككل والتي يمكن أن تسبب أيضا التهاب في المفاصلا الحوض والمفاصل ما بين الفقرات وتؤثر على العمود الفقري. وتشمل هذه الحالات أمراض مثل النقرس، وإلتهاب المفاصل الروماتويدي، وإلتهاب المفاصل الصدفي، والفيبروميالجيا ، وإلتهاب المفاصل التفاعلي، واضطراب أوأمراض المناعة الذاتية، وأمراض الكبد والكلى، وفقر الدم، ونقص فيتامينات ومعادن معينة، والاختلالات الهرمونية وأمراض الغدد الصماء واللأمراض السرطانية.
الأطفال وألم الظهر
قد يعاني الأطفال والمراهقون أيضًا من آلام الظهر، والتي قد تنبع من شيء بسيط مثل اللعب العنيف، أو حقيبة ظهر ثقيلة، أو تغيرات فيزيولوجية مرتبطة بطفرة النمو، أو نادراً ما تكون أكثر خطورة مثل الورم أو العدوى. آلام الظهر العضلية هي السبب الأكثر شيوعًا لآلام الظهر لدى الأطفال والمراهقين، وتشمل إصابات العضلات والأربطة والأوتار، والإصاباتاالمختلفة نتيجة الإفراط في الاستخدام، وضعف عضلات الظهر والأوضاع الخاطئة للجسم لفتات طويلة أثناء الإستذكار مثلا، ومشاكل العمود الفقري الوراثية والجينية الأكثر تعقيدا مثل إعوجاج العمود الفقري أو عدم إلتئام أجزاء منه الفقرات بصورة كاملة. ويجب أخذ ألم الظهر في الأطفال دائما بجدية ومعالجة سبب آلام الظهر جنبا إلى جنب مع التشخيص السليم والأدوية والعلاجات المؤقتة البسيطة لتخفيف الألم.
الحمل وآلام الظهر
التغيرات الجسدية خلال فترة الحمل ثم الرضاعة تجعل من آلام الظهر شيئا شائعاً. وينصح ببعض الإرشادات والعلاجات لمعظم النساء الحوامل لمنع آلام الظهر. و من الأباب الأساسية للألم الزيادة في وزن الجسم، ونضوب في الكالسيوم ومختلف معادن الجسم. أيضا، أثناء الحمل.يتم إطلاق الهرمونات في جسم المرأة والتي تسمح للأربطة بالاسترخاء من أجل تحضير الجسم للولادة. يسمح الاسترخاء لأربطة الحوض والمفاصل الكبيرة في الجزء السفلي من الجسم بالحركة المتزايدة والمفرطة والتي تتسبب في زيادة الإجهاد للظهر والتآكل في الفقرات.
الإكتئاب وآلام الظهر
يمكن أن يؤدي الإكتئاب الإكلينيكى وكذلك الضغط العصبي إلى زيادة ألم الظهر، في حين أن آلام الظهر المزمنة يمكن أن تسبب الإكتئاب. و يمكن للألم المتواصل والمستمر أن يؤثر على الراحة والنوم العميق والشهية للأكل، ويزيد من الإجهاد اليومي والتعب، ويعوق النشاط البدني الطبيعي، وكل ذلك يزيد من الشعور بألم أسفل الظهر والعضلات وأي إصابات لأخرى بالجسم ويصبح الوضع أشبه بالحلقة المفرغة. وغالباً ما يكون هناك آلام سبب أصلي لألم وليس مجرد أعراض الاكتئاب أو الضغط العصبي، ويكون هؤلاء العامليان مجرد سبب إضافي يزيد من ظهور وتفاقم الألم. وعلاج الاكتئاب والضغط العصبي المرتبط بآلام الظهر المزمنة يتطلب نهجا متخصصا متعدد العوامل. وبشكل عام، ينبغي علاج الألم والاكتئاب/الضغط العصبي في وقت واحد.
الرياضة والإصابات الرياضية وآلام الظهر
ممارسة الرياضة أمر جيد بشكل عام للصحة العامة والعمود الفقري بوجه خاص. ومع ذلك، فهناك دائما الخطر المرتبط بحدوث إصابة ما مباشرة بالعمود الفقري أو مؤثرة عليه بشكل غير مباشر لأنه محور الحركة الرئيسي للجسم كله. وعلى الرغم من أن العمود الفقري بطبيعته قوي جدًا ومقاوم للصدمات، إلا أن أي رياضة تقريبًا تضع بعض الضغط الإضافي عليه بسبب الحركات المتكررة مثلا و/أو الإجهاد الزائد خاصة عندما يتطلب النشاط الكثير من الإنحناءات أو الحركات المفاجئة والمتوترة. وهذا هو السبب في أنه من المهم بنفس القدر بالنسبة للأفراد العاديين والرياضيين المحترفين التحضير والإحماء والتمدد بشكل صحيح قبل مزاولة الرياضة، إستعدادا للضغط الإضافي الذي سيتم وضعه على العضلات والأربطة. وينصح دائما بإتباع كل إجراءات السلامة اي أن كانت نوع و طبيعة الرياضة من أجل تقليل فرصة حدوث خطيرة. ولحسن الحظ، فإن معظم الإصابات الرياضية طفيفة وفقط عضلية في طبيعتها ولن تخلق آلامًا دائمة أو شديدة ونادرا ما تحدث بشكل خطير. ولكن عندما يحدث ذلك، فمن المهم أن يتم تقييمه من قبل طبيب مؤهل لتجنب تطور الموضوع بشكل سلبي.